معاناة الفقراء تتفاقم جراء الحصار؟

{

 تضاعفت معاناة المواطنين جراء الحصار الخانق البري والبحري والجوي على البلاد وعدم السماح بدخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية وهذا بدوره شكل أزمة خانقة على المواطنين في شتى عموم المحافظات وبالأخص العاصمة صنعاء , وقد كسر حاجز الأزمة قليلاً مع دخول مادة البنزين (البترول) إلى أغلب المحافظات وأنباء عن دخول أيضاً لمادة الديزل خلال الأيام القادمة وهذا سيمتص القليل من معاناة المواطنين المتواصلة والمستمرة منذ بدء العدوان , في الاستطلاع التالي رصد لآراء المواطنين ومعاناتهم:

ويتنفس المواطنون الصعداء بعد دخول جزء من المشتقات النفطية للعاصمة وبعض المحافظات لكسر الأزمة الحاصلة جراء الحصار الغاشم من قبل العدوان منذ بدايته , ويتحدث أحد المواطنين بشغف لتعبئة سيارته التي ركنها إلى جانب البيت منذ بداية العدوان وحتى وصول المشتقات , المواطن أحمد سيلان يصف وصول المشتقات النفطية كالنفس الذي أزاح الكربة وذلك لكثرة الحاجة الماسة للسيارة خلال الأيام السابقة وعدم وجود البترول أعاقه عن تأدية الكثير من الأعمال والتنقل من مكان لآخر.

تهاتف كثيف
وكما هو معروف أن المشتقات النفطية بما فيها البترول والديزل تعاني الانعدام وتهاتف المواطنون عليها منذ بداية العدوان , وما أن وصل البنزين حتى لوحظ كثير من السيارات والناقلات التي تعمل بالبترول والديزل تجمعت بكثرة أمام المحطات كموج جارف وقد وصل البعض منها إلى المحطات عن طريق السحب بسيارات أخرى أو عن طريق الدفع بها من قبل مالكيها مشيا على الأقدام , وتنتظر العديد من المحطات وصول البنزين على طوابير كبيرة وكثيفة حيث وصل البنزين فقط على بعض المحطات في الأيام السابقة وتنتظر بقية المحطات وصول كمياتها لكي تعبئ البنزين للمواطنين .
ولوحظ أن أكثر السيارات المتزاحمة هي سيارات التاكسي والتي بات أصحابها في الفترة الأخيرة يشكلون نسبة كبيرة من الزحام في الشوارع نظراً لكثرة سيارات التاكسي وتوافد العديد ممن يعملون عليها من المواطنين .

معاناة الفقراء
الفقراء هم الأكثر ضررا من هذه الأزمة المفروضة على الرغم من وصول الضرر حتى للطبقة المتوسطة وذلك لتفاقم الأزمة في عدت أشياء وبالذات الضرورية منها للمواطن وهي الماء والكهرباء والمشتقات النفطية وبعض المواد الغذائية , ولذلك تجد أعداد الفقراء تضاعف وتفاقم خلال هذه الفترة منذ بدء العدوان وهذا ما يراه أحد المواطنين عبدالناصر العاضي حيث يقول إن أعداد من يرتادون الجوامع من الفقراء وكذلك من يتواجدون في الشوارع زاد وذلك بفعل الأزمة التي عصفت بالمواطنين وأكلت الأخضر واليابس حد قوله.
ويؤكد عبدالناصر أنه لولا تضافر الجهود من قبل بعض المواطنين والخيرين في تغطية العجز لدى بعض الناس من الفقراء وسد حاجتهم  لتضاعفت المعاناة لدى الفقراء وزاد معدل الفقر واستفحاله وخصوصا في المدن والتي تشهد تزاحما سكانيا كثيفاً.

ارتفاع مهول
ومن الملاحظ خلال هذه الأيام ارتفاع متدرج لأسعار وايتات المياه من أسبوع لآخر وخصوصا مع تلاشي وارتفاع أسعار مادة الديزل إلى أسعار جنونية حيث وصل سعر البرميل لأكثر من 18 ألف ريال وهذا بدوره دفع مالكي الوايتات الماء إلى رفع أسعارها والتي وصلت إلى أكثر من 8 آلاف ريال وكل شخص حسب البعد الجغرافي من مكان تعبئة المياه ,ويشير الأخ ياسر الكسار إلى أن كثيراً من الأشياء الضرورية والإلزامية باتت أسعارها مرتفعة كالمياه والمشتقات النفطية وغيرها , ويضيف: إن ما يضطره للوقوف في الطوابير الطويلة انتظارا للماء هو ارتفاع أسعار الوايتات الماء إلى 7 آلاف ريال والبعض يبيعه بـ 8 آلاف ريال ويعتقد أنه ربما يرتفع اكثر في الأيام القادمة بفعل انعدام المشتقات وارتفاع أسعارها وكذلك تأخر وصول المياه من مراكز توزيع المياه التابعة لمؤسسة المياه وهذا بدوره سيرفع أسعار الوايتات الماء لأكثر من سعرها الحالي.

انفراج
الغاز هو الآخر انفرجت أزمته قليلا مع دخول كميات لا بأس بها من محافظة مارب إلى العديد من المحافظات مما قلل من الأزمة الحاصلة في الغاز كون انعدام البترول والديزل السبب الآخر الذي أدى إلى أزمة مستفحلة في الغاز وذلك لأن أكثر من كان يستخدم البترول أو الديزل في أعماله سواء للسيارات أو بعض الآليات والمعدات والمواطير لجأ إلى استخدام الغاز مما ضاعف من أعداد مستهلكي الغاز في حين أن هناك أزمة كبيرة في الغاز الأمر الذي خلق انعداماً شبه كلي للغاز على أغلب المحافظات اليمنية.
ومن الملاحظ جراء الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية أن هناك الكثير من السيارات التي تعمل بالغاز وتستهلك الكثير منه زادت بنسبة كبيرة مما ضاعف أعداد الطوابير للسيارات أمام المحطات تزاحما مع أعداد دبات الغاز المنزلي وشكل ذلك أزمة خانقة في العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات. ويعلق أحد المواطنين عبدالسلام شاهر على ذلك بأن أسعار الغاز ارتفعت بشكل ملحوظ نظراً للطلب الكبير عليه من قبل المواطنين للاستخدام المنزلي وكذلك للسيارات والناقلات, وقد وصلت أسعار العشرين لتراً من الغاز إلى 5 آلاف ريال عند أصحاب العربيات المتنقلة ويقول عبدالسلام أنه يلجأ هذه الأيام إلى شراء الغاز من أصحاب العربيات هرباً من الطوابير الطويلة أمام محطات تعبئة الغاز وتزاحم العديد من المواطنين.


ضرورة ملحة
ويرى بعض المواطنين ضرورة الحد من ارتفاع الأسعار والذي ستدفع المواطنين إلى التخزين للمواد والسلع والطلب بشكل اكبر من المعتاد وهذا سيشكل عبئاً على بقية المواطنين وسيعمل على رفع الأسعار أكثر من اللازم  , ويؤكد علي الناشري بائع في أحد محلات البهار على ضرورة التكاتف من اجل الوقوف ضد العدوان الذي يستهدف اليمنيين بمختلف فئاتهم وأعمارهم والمطلوب أيضا أن نقلل من الاستخدام والاستهلاك للمواد الغذائية والمياه وحتى المشتقات النفطية لكي نوفر للأيام القادمة التي ربما تكون اشد حالا من الآن في الحصار الغاشم على البلاد من قبل العدوان السعوامريكي على الرغم من الهدنة التي تم إعلانها في الخمسة الأيام الماضية ولكن لم يتم الالتزام ببنودها من قبل العدوان السعودي وذلك بإفساح المجال لدخول الحاويات والبواخر المحملة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية لسد حاجة الناس وتخفيف الأزمة الحاصلة في عموم المحافظات.

 

المصدر: صحيفة الثورة

 

}

Currency Exchange Rates

currency sell buy
USD 524.00 527.00
GBP 705.67 710
SAR 138.00 139.00
EUR 642.06 646

تقارير ومقالات